Please use a PC Browser to access Register-Tadawul
مقدمة شاملة 2-إدارة ترامب: العملية الأمريكية ضد إيران لا تهدف إلى تغيير النظام
لإضافة احتجاجات بالولايات المتحدة
من فيل ستيوارت وإدريس علي
واشنطن 22 يونيو حزيران (رويترز) - أكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب اليوم الأحد أن الغارات الجوية الأمريكية على مواقع نووية إيرانية ليست تمهيدا لتغيير النظام، فيما حثت واشنطن طهران على التخلي عن الرد العسكري واللجوء إلى التفاوض.
ولم تكن عملية "مطرقة منتصف الليل" معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأمريكية لعمليات الشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال دان كين للصحفيين إن سبع قاذفات من طراز بي-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات في عملية اتسمت بالخداع التام.
وحذر وزير الدفاع بيت هيجسيث إيران من تنفيذ تهديداتها السابقة بالرد على الولايات المتحدة، وقال إن القوات الأمريكية متأهبة للدفاع عن نفسها.
وقال هيجسيث للصحفيين في البنتاجون "هذه المهمة لم تكن تهدف ولا تتعلق بتغيير النظام".
وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس، في مقابلة أجراها مع قناة إن.بي.سي التلفزيونية إن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي.
وأضاف "أعتقد أننا أعدنا برنامجهم إلى الوراء لسنوات طويلة جدا"، مضيفا أن واشنطن "ليست لديها أي مصلحة في نشر قوات برية على الأرض".
وقال كين إن الولايات المتحدة أطلقت إجمالا 75 قذيفة موجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من عشرين صاروخ توماهوك، إلى جانب مشاركة 125 طائرة عسكرية على الأقل في العملية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية.
وتدفع هذه العملية الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهرا، مع حربين في غزة ولبنان والإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا.
* أضرار بالمنشآت
في ظل الأضرار التي لحقت بالمنشآت ويمكن رؤيتها من خلال صور الأقمار الصناعية بعد سقوط قنابل أمريكية خارقة للتحصينات تزن كل منها 30 ألف رطل على الجبل الذي يقبع أسفله موقع فوردو النووي الإيراني، يراقب الخبراء والمسؤولون عن كثب إلى أي مدى قد تكون الغارات أعاقت طموحات إيران النووية.
وقال كين إن التقييمات الأولية للأضرار الناجمة عن الهجمات تشير إلى أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار بالغة ودمار، لكنه أحجم عن التكهن بما إذا كانت القدرات النووية الإيرانية لا تزال قائمة.
وكان رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أكثر حذرا في تصريحاته إذ قال إنه على الرغم من أنه من الواضح أن الغارات الجوية الأمريكية أصابت موقع التخصيب الإيراني في فوردو، فمن غير الممكن بعد تقييم الأضرار التي لحقت به تحت الأرض.
وقال مصدر إيراني رفيع المستوى لرويترز اليوم الأحد إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو، الموقع الذي ينتج الجزء الأكبر من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، قد نُقل إلى مكان لم يُكشف عنه قبل الهجوم الأمريكي هناك.
وتعهدت طهران بالدفاع عن نفسها وردت بوابل من الصواريخ على إسرائيل أسفر عن إصابة العشرات وتدمير مبان في تل أبيب.
ولكنها لم تُنفذ بعد تهديداتها الرئيسية بالرد عبر استهداف القواعد الأمريكية أو غلق مضيق هرمز الذي تمر عبره ربع شحنات النفط العالمية، وربما يأتي ذلك في إطار سعيها لتفادي حرب شاملة مع الولايات المتحدة.
وأكد كين أن الجيش الأمريكي عزز حماية قواته في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا.
وقال "قواتنا لا تزال في حالة تأهب قصوى، وهي على أهبة الاستعداد للرد على أي إجراء إيراني أو هجمات بالوكالة، وهو خيار غير صائب على الإطلاق".
ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوة كبيرة في الشرق الأوسط، تضم ما يقرب من 40 ألف جندي في المنطقة إلى جانب أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة وسفن حربية قادرة على اكتشاف وإسقاط صواريخ العدو.
وذكرت رويترز الأسبوع الماضي أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بدأت بالفعل في نقل بعض الطائرات والسفن من قواعد في الشرق الأوسط قد تكون عُرضة لأي هجوم إيراني مُحتمل.
وأمرت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأحد بمغادرة أفراد عائلات الموظفين الحكوميين الأمريكيين غير الأساسيين من لبنان، وعزت ذلك إلى الوضع الأمني المتقلب في المنطقة.
وتظاهر ناشطون مناهضون للحرب بعد ظهر اليوم في بعض المدن الأمريكية منها نيويورك وواشنطن وذلك لمعارضة أي تدخل أمريكي في حرب مع إيران.
حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "ارفعوا أيديكم عن إيران" و "تذكروا العراق.. لا مزيد من الحروب القائمة على الأكاذيب" في إشارة إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. وكانت أمريكا غزت العراق بحجة امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل ولكن لم يتم العثور على أي أسلحة من هذا القبيل.
* "ليست مفتوحة النهاية"
بقراره غير المسبوق بقصف المواقع النووية الإيرانية، يكون ترامب قد انضم مباشرة إلى الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران وأقدم على خطوة لطالما تعهد بتجنبها وهي التدخل عسكريا في حرب خارجية كبرى.
لم يتضح سبب اختيار ترامب للتدخل أمس السبت. وقال هيجسيث في مؤتمر صحفي إنه في لحظة ما "أدرك (ترامب) أنه لا بد من اتخاذ إجراء محدد للحد من التهديد الذي نواجهه نحن وقواتنا".
بعد أن شكك ترامب في تقييمها الأصلي، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد يوم الجمعة إن واشنطن لديها معلومات استخباراتية تفيد بأنه إذا قررت إيران صنع سلاح نووي فيمكنها ذلك في غضون أسابيع أو أشهر، وهو تقييم شكك فيه بعض المشرعين والخبراء المستقلين. ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم لا يعتقدون أن إيران قررت صنع قنبلة.
وأصر ترامب أمس على ضرورة أن تجنح إيران للسلام الآن وإلا ستواجه المزيد من الهجمات. لكن هجومه على إيران قد يدفعها للرد بإغلاق مضيق هرمز ومهاجمة قواعد عسكرية أمريكية وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتحريك الجماعات المتحالفة معها لاستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في أنحاء العالم.
وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن البرلمان وافق على إغلاق مضيق هرمز، لكن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران.
وقال هيجسيث إن البنتاجون أخطر المشرعين بالعملية بعد مغادرة الطائرات الأمريكية إيران، وأكد أن الضربات ليست مفتوحة النهاية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لبرنامج "واجه الأمة" على قناة سي.بي.إس التلفزيونية إنه لا توجد خطط لمزيد من الضربات ما لم ترد إيران.
وأضاف "لدينا أهداف أخرى يمكننا ضربها، لكننا حققنا هدفنا. لا توجد عمليات عسكرية مخططة حاليا ضد إيران - ما لم تُسيئوا التصرف".
(إعداد رحاب علاء وسامح الخطيب وحسن عمار للنشرة العربية - تحرير سها جادو)