يرجى استخدام متصفح الكمبيوتر الشخصي للوصول إلى التسجيل - تداول السعودية
صمود شركة سيروس للطائرات بعد بيع حصة كبيرة يثير فضول المستثمرين

قامت الشركة الصينية الأم لشركة صناعة الطائرات التي يقع مقرها في الولايات المتحدة بالتخلص من بعض حصتها، وجمعت ما يقرب من 700 مليون دولار هونج كونج، مما يشير إلى إمكانية جمع أموال جديدة
النقاط الرئيسية:
- ارتفعت أسهم شركة Cirrus Aircraft بأكثر من الضعف خلال النصف الأول من العام الماضي، بعد طرح الشركة للاكتتاب العام الأولي في هونج كونج قبل عام.
- يظل بعض المستثمرين حذرين بشأن الشركة بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على شركتها الأم الصينية، شركة الطيران العملاقة المملوكة للدولة AVIC.
بعد أن فشلت في تحقيق مكاسب كبيرة بعد طرحها الأول قبل عام كأول شركة لصناعة الطائرات تُدرج أسهمها للتداول العام في هونغ كونغ، تجذب شركة سيروس للطائرات المحدودة (2507.HK) اهتمامًا جديدًا من المستثمرين مع ارتفاع أسهمها هذا العام. ولعل هذا دفع المساهم الرئيسي، عملاق صناعة الطيران الحكومي ، شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، إلى استغلال المكاسب الكبيرة لبيع جزء من حصته هذا الشهر.
كشفت شركة سيروس أن شركة أفيك باعت 17.5 مليون سهم بسعر 39.98 دولار هونج كونج للسهم في 3 يوليو، بخصم 8% عن سعر إغلاق السهم في اليوم السابق. ومثلت هذه الصفقة 4.78% من أسهم سيروس القائمة، وحققت لشركة أفيك عائدات صافية بلغت نحو 700 مليون دولار هونج كونج، مما خفض حصتها في شركة صناعة الطائرات إلى 80.18% من 84.97% سابقًا.
أدى هذا الإفصاح إلى تراجع سعر السهم إلى حد ما، حيث انخفض بنسبة 7.4% في اليوم التالي قبل أن يستقر فوق 40 دولارًا هونج كونج، ليغلق منخفضًا بنسبة 3% عند 42.15 دولارًا هونج كونج. وقد أثار هذا الصمود المفاجئ في وجه بيع حصة كبير اهتمام المستثمرين، مما دفع البعض إلى التمعن في شركة صناعة الطائرات الأمريكية وآفاقها المستقبلية.
استقبال رائع عند الإطلاق
هنا، يجدر بنا الرجوع إلى بعض المعلومات الأساسية عن تاريخ الشركة. أصبحت سيروس شركة صينية عام ٢٠١١ بعد أن اشترت شركة AVIC حصة ٧٠٪ من أسهمها من مؤسسيها، الأخوين كلابماير. تشمل منتجات الشركة الحالية سلسلة طائرات SR2X بمحرك مكبسي، الموجهة لمشتري التجزئة، وطائرة Vision Jet الموجهة لعملاء التجزئة ومشغلي رحلات الطيران العارض الصغيرة.
أصبحت طائرة SR2X الأكثر مبيعًا في العالم للطائرات أحادية المحرك والمكبسية لمدة 23 عامًا متتالية، معظمها تحت ملكية شركة AVIC. كانت AVIC تخطط لفصل الشركة وإدراجها في بورصة منفصلة، لكن هذه الطموحات واجهت عقبات بعد إدراج AVIC على القائمة السوداء الأمريكية عام 2021، مما منع المستثمرين الأمريكيين من شراء أسهم في الشركة المملوكة للدولة. ورغم استثناء رسمي لشركة Cirrus، إلا أن المستثمرين شعروا بالقلق من الخطوة المفاجئة التي اتخذتها واشنطن.
في ظل هذا الغموض، لاقت شركة سيروس استقبالًا فاترًا عند إدراجها في منتصف العام الماضي. عرضت الشركة 54.9 مليون سهم، أي ما يعادل 15% فقط من إجمالي أسهمها، ولم يبع منها سوى 5.5 مليون سهم لمستثمرين محليين في هونغ كونغ.
تجاوز الاكتتاب في الجزء المحلي من الطرح المعروض بنسبة ضئيلة بلغت 0.56 مرة، بينما تجاوز الاكتتاب في الإصدار الدولي المعروض بنسبة مماثلة بلغت 0.57 مرة، حتى بعد أن اشترى خمسة مستثمرين رئيسيين 8.5% من أسهم الشركة، أي ما يعادل أكثر من نصف الأسهم المعروضة للبيع. وبلغ سعر الأسهم 27.50 دولار هونج كونج، وهو أدنى سعر لها، مما أدى إلى تحقيق عائدات صافية بلغت 1.39 مليار دولار هونج كونج (177 مليون دولار أمريكي).
ركوب قطار جمع التبرعات؟
فشل الطرح العام الأولي المحدود في جذب صناديق عالمية كبرى أو مستثمرين مؤسسيين صينيين من الدرجة الأولى، باستثناء المستثمرين الخمسة الرئيسيين في AVIC، ومن بينهم أسماء غير معروفة مثل شركة تايكانغ للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار، وشركة تشانغشو للاستثمار الصناعي الجنوبي الشرقي، وشركة ووشي جيانفا شينتو للاستثمار الفضائي، وجميعها بلا شك كانت داعمة لشركة AVIC. باستثناء الأسهم التي اشترتها، لا يمثل الطرح العام الأولي لشركة سيروس سوى 6.5% من إجمالي أسهمها.
كانت فترة الستة أشهر التي تلت الطرح العام الأولي بمثابة نهاية مأساوية، حيث انتظر المستثمرون ليروا ما إذا كان المستثمرون الرئيسيون سيتخلصون من أسهمهم مع انتهاء فترة حظر التداول. لكن هؤلاء المستثمرين صمدوا، حتى مع تداول السهم عند حوالي 20 دولارًا هونغ كونغيًا وانخفاضه إلى 16.72 دولارًا هونغ كونغيًا، أي ما يقارب 40% أقل من سعر الطرح العام الأولي. لكن الأمور تغيرت فجأة، وبدأ السهم بالارتفاع في فبراير، ليصل إلى أعلى مستوى له عند 47.45 دولارًا هونغ كونغيًا الشهر الماضي، متجاوزًا ثلاثة أضعاف أدنى مستوى له، وأعلى بنسبة 73% من سعر الطرح العام الأولي.
هذا الارتفاع، بالإضافة إلى طرح الأسهم الذي كان لا يزال منخفضًا نسبيًا، أشار إلى إمكانية قوية لجمع المزيد من الأموال من خلال طرح أسهم. تُعد عمليات الطرح اللاحقة شائعة نسبيًا بعد عمليات طرح أسهم صغيرة مثل التي قامت بها شركة سيروس، مما يوفر فرصة دخول للمستثمرين المؤسسيين الآخرين، ويعزز في الوقت نفسه طرح السهم لجذب مستثمرين كبار آخرين يتجاوزون جمهور متداولي اليوميات المعتادين في هونغ كونغ. وبالطبع، يمكن أن يوفر هذا التمويل تمويلًا لمرحلة النمو التالية لشركة سيروس.
أرباح قوية وتقييمات معقولة
تبدو أساسيات الشركة قوية نسبيًا خلال السنوات القليلة الماضية. فقد شهدت إيراداتها نموًا مطردًا، حيث ارتفعت من 738 مليون دولار أمريكي في عام 2021 إلى 894 مليون دولار أمريكي في عام 2022، وتجاوزت بالكاد حاجز المليار دولار أمريكي في عام 2023، أي بمعدل نمو سنوي متوسط قدره 20.3%. كما ارتفعت أرباحها من 72.4 مليون دولار أمريكي إلى 88.1 مليون دولار أمريكي و91.1 مليون دولار أمريكي خلال تلك الفترة، أي بمعدل نمو متوسط جيد قدره 12.2%.
استمر النمو في العام الماضي، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 12% على أساس سنوي لتصل إلى 1.2 مليار دولار أمريكي، بينما قفزت أرباح الشركة بنسبة 32.5% لتصل إلى 120 مليون دولار أمريكي، مدعومةً بتسليم 731 طائرة، بزيادة قدرها 23 طائرة عن العام السابق. كما زاد عدد الطائرات المتراكمة للشركة بمقدار 114 طائرة ليصل إلى 633 طائرة قيد الطلب، مما يشير إلى عامٍ حافلٍ آخر في عام 2025.
لم تُلحق العقوبات الأمريكية على الشركة الأم، ولا حرب الرسوم الجمركية الأوسع التي شنها دونالد ترامب، أي ضرر يُذكر بشركة سيروس حتى الآن، مما يُشير إلى أن الأوضاع الجيوسياسية التي كانت تُثير القلق بدأت تهدأ. ولعل غياب أي مخاطر جديدة رئيسية في الأفق، إلى جانب هوامش التشغيل القوية للشركة، قد ساهم في تحفيز مكاسب السهم الأخيرة.
يبدو أن المقارنة المعيارية تصب في صالح شركة سيروس. تُتداول أسهم الشركة حاليًا بمضاعف ربحية يبلغ حوالي 16 مرة، وهو أقل بكثير من مضاعف ربحية شركة تكسترون (TXT.US)، المالكة لشركة صناعة الطائرات المنافسة سيسنا، البالغ 19 مرة. وقد تتسع هذه الفجوة أكثر إذا استمرت أرباح سيروس في النمو بنفس وتيرة العام الماضي، مما يوفر سببًا مقنعًا للمستثمرين للتفكير في شراء السهم مع انحسار الجدل الدائر حول هذه الشركة.


