التحديثات بعد إغلاق سوق الأسهم الأمريكية

بقلم سينيد كارو وإيان ويذرز

نيويورك/لندن 18 يوليو تموز (رويترز) - تقدم مؤشر إم.إس.سي.آي للأسهم العالمية قليلا في حين تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ولم يطرأ تغير يذكر على أسهم وول ستريت يوم الجمعة مع انتظار المستثمرين لأرباح الشركات ومراقبة أحدث تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية بينما يستوعبون صورة اقتصادية متباينة.

أظهرت استطلاعات المستهلكين التي أجرتها جامعة ميشيجان ونشرت يوم الجمعة أن ثقة المستهلك الأميركي تحسنت في يوليو/تموز وانخفضت توقعات التضخم، لكن الأسر لا تزال ترى خطرا كبيرا بتزايد ضغوط الأسعار.

وأظهر تقرير آخر أن بناء المساكن العائلية في الولايات المتحدة انخفض إلى أدنى مستوى في 11 شهرا في يونيو حزيران مع عرقلة أسعار الرهن العقاري المرتفعة وعدم اليقين الاقتصادي لعمليات شراء المساكن، مما يشير إلى انكماش الاستثمار السكني مرة أخرى في الربع الثاني.

أشارت أنباء يوم الخميس عن مبيعات التجزئة الأميركية الأقوى من المتوقع وانخفاض طلبات إعانة البطالة إلى تحسن متواضع في النشاط الاقتصادي وساعدت في دفع مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك إلى مستويات إغلاق قياسية مرتفعة .

يوم الجمعة، خفّ التفاؤل بعد أن ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لفرض رسوم جمركية دنيا تتراوح بين 15% و20% على الاتحاد الأوروبي. وذكر التقرير أنه غير متأثر بعرض الاتحاد الأوروبي الأخير لخفض الرسوم الجمركية على السيارات، وأنه سيُبقي هذه الرسوم عند 25% كما هو مُخطط له.

قالت ليندسي بيل، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في 248 فينتشرز: " أعادت عناوين الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية بعد ظهر اليوم تذكير المستثمرين بأن التقلبات من المرجح أن تستمر حتى بداية أغسطس". وأضافت: "قد يسحب المستثمرون بعض الأموال من حساباتهم مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، نظرًا لاستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، وسوق يتمتع بتقييم ممتاز بعد بلوغه مستويات قياسية جديدة".

وأشارت إلى أن هذه المخاوف تجلّت في أسهم أمريكان إكسبريس (AXP.N) ونتفليكس (NFLX.O) ، حيث انخفضت كلتاهما على خلفية تقارير أرباح وتوقعات قوية بعد أن وصلتا إلى تقييمات مرتفعة قبيل النتائج. وأغلق سهم نتفليكس منخفضًا بنسبة 5%، بينما انخفض سهم أميكس بنسبة 2.3%.

ومع ذلك، كان لدى العديد من المستثمرين آمال كبيرة في الأرباح القادمة وراهنوا على صعودية قبل انتهاء صلاحية خيارات الأسهم في يوليو/تموز، حسبما قال بروس زارو، المدير الإداري لشركة جرانيت لإدارة الثروات في بليموث بولاية ماساتشوستس.

قال زارو: "يتمحور نشاط اليوم حول انتهاء صلاحية الخيارات، حيث يراهن المستثمرون على ذروة موسم الأرباح، الذي يبدأ في الأسابيع القليلة المقبلة مع إعلان جميع شركات النمو والتكنولوجيا عن نتائجها المالية"، مشيرًا إلى أنه بالإضافة إلى الأرباح، يرغب المستثمرون في الاستفادة من اتجاه قوي للأداء في الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة. "هناك خوف من تفويت الفرصة".

وفي وول ستريت، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي .DJI بمقدار 142.30 نقطة، أو 0.32%، إلى 44,342.19، كما انخفض مؤشر S&P 500 .SPX بمقدار 0.57 نقطة، أو 0.01%، إلى 6,296.79 وارتفع مؤشر Nasdaq Composite .IXIC بمقدار 10.01 نقطة، أو 0.05%، إلى 20,895.66.

وعلى مدار الأسبوع، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بنسبة 0.59%، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.51%، وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.07% .

وارتفع مؤشر MSCI للأسهم في جميع أنحاء العالم .MIWD00000PUS بمقدار 1.18 نقطة، أو 0.13%، إلى 927.47، مسجلاً أعلى مستوى قياسي في وقت سابق من اليوم.

وفي وقت سابق، أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا بنسبة 0.01%، وكان منخفضا بنسبة 0.06% خلال الأسبوع.

وفي سوق العملات، تراجع الدولار الأميركي مقابل اليورو، لكنه كان يُظهر مكسباً أسبوعياً، مع قيام المستثمرين بتقييم سياسة البنك المركزي وسط دلائل على أن التعريفات الجمركية ربما بدأت في تأجيج ضغوط التضخم، ومع استمرار ترامب في انتقاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول علناً.

تخلى اليورو عن بعض مكاسبه بعد تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز حول تشديد الموقف الأميركي بشأن الرسوم الجمركية على الواردات الأوروبية.

انخفض مؤشر الدولار (USD) ، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، بما في ذلك الين واليورو، بنسبة 0.05% إلى 98.46. وسجل اليورو (EUR=) في آخر تعاملات ارتفاعًا بنسبة 0.27% ليصل إلى 1.1626 دولار.

وارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.09% إلى 148.73 ين بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أن ائتلاف رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في خطر فقدان أغلبيته في الانتخابات التي تجرى يوم الأحد.

وفي السندات الحكومية، ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأميركية ، مما أدى إلى انخفاض عوائدها، بعد تعليقات من محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر دفعت إلى خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر، في حين ساهمت عمليات الشراء الفنية أيضا في التحرك صعودا.

في المقابل، أشار معظم المسؤولين الذين تحدثوا علناً إلى رغبتهم في إبقاء أسعار الفائدة ثابتة، ويراهن المتداولون على احتمال بنسبة 95.3% أن تبقى الأسعار عند مستوياتها الحالية بعد اجتماع نهاية الشهر، وفقاً لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME .

وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات US10YT=RR بمقدار 3.9 نقطة أساس إلى 4.424%، من 4.463% في أواخر يوم الخميس، في حين انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاما US30YT=RR بمقدار 1.8 نقطة أساس إلى 4.9958% من 5.014%.

وانخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين US2YT=RR ، والذي يتحرك عادة بالتوازي مع توقعات أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، 4.4 نقطة أساس إلى 3.873%، من 3.917% في أواخر يوم الخميس.

وفي السلع الأساسية، استقرت العقود الآجلة للنفط الخام مع تغلب الأخبار الاقتصادية الأميركية المختلطة على المخاوف من أن العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا ربما تؤدي إلى تقليص إمدادات النفط.

وانخفضت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 0.3 بالمئة أو 20 سنتا لتسجل عند التسوية 67.34 دولار للبرميل في حين أغلقت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت عند 69.28 دولار للبرميل بانخفاض 0.35 بالمئة أو 24 سنتا.

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تراجع الدولار الأمريكي واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي مما عزز الطلب على المعدن الأصفر الذي يعد ملاذا آمنا، بينما تراجعت أسعار البلاتين بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2014. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.33 بالمئة إلى 3349.66 دولار للأوقية (الأونصة).

(إعداد سينيد كارو في نيويورك، وإيان ويذرز في لندن، وستيلا كيو في سيدني؛ تحرير توبي تشوبرا، ومارك بوتر، وسينثيا أوسترمان)

(( iain.withers@tr.com ))