أخبار عربية: أظهر تحليل جديد أن سوق العقارات السكنية في المملكة العربية السعودية شهد ارتفاعًا بنسبة 51.6 بالمئة في المعاملات في الرياض على مدار العام حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024، حيث يواصل القطاع نموه القوي.

وبحسب تقرير صادر عن شركة الخدمات العقارية "سي بي آر إي"، سجلت العاصمة 18.500 عملية بيع بقيمة 26.6 مليار ريال سعودي (7.08 مليار دولار) خلال هذه الفترة، ومن المتوقع أن يشهد سوق الإسكان في المملكة المزيد من النمو، بدعم من الزيادات السكانية ومشاريع الاستثمار المدعومة من الحكومة.

وشهدت جدة أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في حجم الصفقات، حيث ارتفعت بنسبة 43.2% على أساس سنوي إلى 9,392 صفقة، في حين شهدت منطقة الدمام الحضرية زيادة بنسبة 22.4%، بإجمالي 2,390 صفقة بقيمة 2.4 مليار ريال.

وفي إطار رؤية 2030، تهدف المملكة العربية السعودية إلى تحقيق معدل ملكية المنازل بنسبة 70% بحلول نهاية العقد. ولدعم الأسر في تحقيق هذا الهدف، أنشأت المملكة برنامج سكني، الذي يقدم حلولاً سكنية وتمويلية مخصصة.

وقال ماثيو جرين، رئيس الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سي بي آر إي: "تظل أساسيات القطاع السكني في المملكة العربية السعودية قوية بشكل لا يصدق، وهو ما ينعكس في النمو المستدام للإيجارات في الأسواق الرئيسية في المملكة".

وأضاف: "إن مدينة الرياض على وجه الخصوص تظهر سمات سوق تعاني من نقص العرض، مدفوعاً بالنمو القوي في التوظيف والسكان على خلفية مشاريع الاستثمار الحكومية، مما أدى إلى نقص شديد في العرض في مناطق معينة من السوق حيث تفشل عمليات التسليم الجديدة في مواكبة الطلب القوي على الإسكان".

وارتفع إجمالي معاملات الإيجار السكني في الرياض خلال النصف الأول من عام 2024 بنسبة 6.1% إلى 274,146، في حين شهدت جدة انخفاضاً بنسبة 2.3% على أساس سنوي في معاملات الإيجار، لتصل إلى 183,894.

وارتفع متوسط أسعار الشقق في العاصمة السعودية بنحو 11.7 بالمئة سنويا منذ الربع الثالث من عام 2020، ليصل إلى 5000 ريال للمتر المربع بحلول نهاية الربع الثاني من عام 2024.

كما شهدت أسعار الفلل المتوسطة اتجاهاً تصاعدياً بشكل عام منذ عام 2019 على الرغم من مواجهة انخفاض قصير في أوائل عام 2020 ومرة أخرى في أوائل عام 2021، عندما انخفضت القيم بنسبة 4.8 في المائة إلى 3820 ريال سعودي للمتر المربع، بينما شهدت الأسعار نمواً قوياً، حيث استقر متوسط قيمة الفلل الآن حول 5824 ريال سعودي للمتر المربع في نهاية يونيو، بعد ارتفاعها بنسبة 3.3 في المائة على أساس سنوي".

وفي جدة، بلغ متوسط أسعار الشقق ذروته قبل انخفاض بنسبة 0.9 في المائة في الربع الثاني من عام 2024، ليبلغ الآن 3945 ريالاً سعودياً للمتر المربع، في حين شهدت أسعار الفلل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.4 في المائة منذ عام 2020، لتصل إلى 5707 ريالاً سعودياً للمتر المربع، وفقاً لشركة سي بي آر إي.

وأشار التحليل أيضاً إلى أن شريحة من السكان تبحث عن خيارات تمويل مثالية لأحكام الرهن العقاري المناسبة لتسهيل الحصول على المساكن، على الرغم من جهود الحكومة لتعزيز مرافق التمويل بالتجزئة من خلال البنوك المحلية.

المناطق الأعلى سعراً

وحدد التقرير منطقتي حطين والملقا كأغلى مناطق الرياض في أسعار الفلل، حيث تراوحت الأسعار بين 9500 و13500 ريال للمتر المربع، يليهما حي الملقا بفارق ضئيل، حيث تراوحت الأسعار بين 8000 و12900 ريال للمتر المربع.

وفي الطرف الآخر من الطيف، حققت مناطق مثل السويدي والعزيزية أدنى الأسعار، حيث تراوح متوسط أسعار الفلل من 2150 ريال سعودي للمتر المربع إلى حوالي 4800 ريال سعودي للمتر المربع في السويدي و2200 ريال سعودي للمتر المربع، إلى 4050 ريال سعودي للمتر المربع في العزيزية".

وأشار التقرير إلى أن المناطق الشعبية في الرياض، مثل السليمانية والتعاون والنخيل، لا تزال تستحوذ على أعلى متوسط أسعار للشقق.

وفي السليمانية يتراوح متوسط سعر بيع الشقق ما بين 6,600 إلى 10,500 ريال للمتر المربع، بينما يتراوح متوسط الأسعار في النخيل ما بين 7,200 إلى 10,300 ريال للمتر المربع.

وأضاف "سي بي ار إي" أن "أفضل قيمة يمكن العثور عليها في مناطق مثل الدار البيضاء والعزيزية، حيث تتراوح الأسعار من 1900 ريال سعودي للمتر المربع إلى حوالي 3250 ريال سعودي للمتر المربع ومن 2700 ريال سعودي للمتر المربع إلى 4200 ريال سعودي للمتر المربع على التوالي في الحيّين".

وفي جدة، تتصدر منطقتا الشاطئ والمرجان قائمة أسعار الفلل، حيث تتراوح أسعار المتر المربع من 7500 إلى 13350 ريالاً، في حين تقدم مناطق مثل الأمير فواز خيارات أكثر ملاءمة للميزانية تبدأ من 2300 ريال للمتر المربع.

وذكرت شركة "سي بي ار إي" أن المساكن ذات العلامات التجارية الشهيرة على طول البحر الأحمر تتمتع بأعلى القيم في المناطق البارزة مثل أبحر الجنوبية، بمعدلات تتراوح من 4700 إلى 7400 ريال سعودي للمتر المربع.

وقالت شركة سي بي ار اي: "إن التسليم المستمر للشقق الجديدة في سوق جدة السكني على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية أدى إلى تقلبات كبيرة في متوسط أسعار بيع الشقق".

وأضافت: "إن الكميات الكبيرة من المعروض الجديد في مناطق مثل المروة والسلامة والصفا أدت إلى تشبع القطاع، مما أدى إلى انحراف متوسط الأسعار. وتستمر المساكن ذات العلامات التجارية على طول البحر الأحمر في تحقيق أعلى القيم في المناطق البارزة مثل أبحر الجنوبية، في حين توجد أدنى أسعار البيع في الريان".

ومع تحفيز مشاريع الاستثمار والنمو السكاني للقطاع بشكل أكبر، فإن مدن الرياض وجدة ومنطقة الدمام الكبرى جاهزة للتوسع المستمر، مما يجعل العقارات عنصرا حيويا في استراتيجية التنويع الاقتصادي للمملكة بموجب رؤية 2030.

https://www.arabnews.com/node/2574730/business-economy