يرجى استخدام متصفح الكمبيوتر الشخصي للوصول إلى التسجيل - تداول السعودية
عمود RPT-فتيل ترامب القصير قد يفجر قنبلة موقوتة تتعلق بعقوبات النفط الروسية: بوسو
داو جونز الصناعي DJI | 48114.26 | -0.62% |
إس آند بي 500 SPX | 6800.26 | -0.24% |
ناسداك IXIC | 23111.46 | +0.23% |
يتكرر بدون أي تغييرات
بقلم رون بوسو
لندن، 29 يوليو/تموز (رويترز) - اختصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على نحو غير متوقع، المهلة النهائية لفرض أشد العقوبات على صادرات روسيا النفطية حتى الآن. ورغم أن السوق قد فاجأته حتى الآن، إلا أن حجم التهديد الهائل قد يدفع المستثمرين إلى البدء في احتساب هذه المخاطرة الثانوية المهمة.
وقال ترامب ، في حديثه إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا يوم الاثنين، إنه سيمنح موسكو ما بين 10 إلى 12 يوما فقط للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا قبل أن يفرض ما يسمى بالعقوبات الثانوية على صادراتها النفطية، مما يختصر الإطار الزمني السابق الذي حدده لمدة 50 يوما في 14 يوليو.
وتنص العقوبات على فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على مشتري النفط الروسي، حيث أن أكبر العملاء هم الهند والصين.
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تعطيل إمدادات النفط العالمية، نظرا لأن روسيا صدرت 4.68 مليون برميل يوميا من النفط الخام في يونيو/حزيران، أي ما يقرب من 4.5% من الطلب العالمي، فضلا عن 2.5 مليون برميل يوميا من المنتجات المكررة، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
هل سينفذ ترامب تهديده فعلاً؟ هذا مجرد تكهنات.
إن المضي قدماً في فرض التعريفات الجمركية الثانوية على روسيا من شأنه أن يتسبب في ارتفاع حاد في أسعار النفط، مما قد يفرض ضغوطاً صعودية على التضخم في الولايات المتحدة، وهي النتيجة التي قد تمنع ترامب من التصرف، حتى لو كان "مخيباً للآمال" في الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
ولقد كانت هناك عدة لحظات تصدرت عناوين الأخبار في الأشهر الأخيرة حيث تراجع الرئيس الجمهوري عن تهديداته، بما في ذلك "الرسوم الجمركية المتبادلة" التي أعلن عنها في الأصل في الثاني من أبريل/نيسان والتي خفف منها بسرعة في مواجهة ضغوط السوق.
لكن ترامب نفذ أيضا بعض تهديداته، وأبرزها قصف المنشآت النووية الإيرانية في 22 يونيو/حزيران. وعلى النقيض من إعلانه الأولي بشأن التعريفات الجمركية الثانوية، والذي بدا أن المستثمرين تجاهلوه، ارتفعت أسعار النفط بنحو 3% يوم الاثنين.
ومن ثم فإن سياسته غير المتوقعة تجاه روسيا قد تجعل بعض المستثمرين حذرين من استبعاد المخاطر تماما.
أداة حادة
السؤال التالي هو: هل ستكون التعريفات الجمركية الثانوية - وهي سلاح مالي غير مُجرّب نسبيًا - فعّالة؟ الإجابة على الأرجح نعم.
الهند، أحد أهم عملاء روسيا، وأكبر مستورد للنفط الخام الروسي المنقول بحرًا في يونيو/حزيران، بواقع 1.5 مليون برميل يوميًا، تُجري حاليًا محادثات تجارية متوترة مع الولايات المتحدة. لذلك، من غير المرجح أن ترغب نيودلهي في تفاقم التوترات التجارية مع واشنطن، وبالتالي قد تُفضّل التخلي عن موسكو لصالح مصادر طاقة جديدة، وإن كانت بلا شك أكثر تكلفة.
من ناحية أخرى، من غير المرجح أن تغير الصين، التي استوردت نحو مليوني برميل يوميا من النفط الروسي في يونيو/حزيران عبر خطوط الأنابيب والبحر، أنماط شرائها لأنها تواجه بالفعل طبقات عديدة من التعريفات الجمركية الأميركية وتعتبر علاقاتها مع موسكو استراتيجية.
ولكن موارد الكرملين المالية سوف تظل مضغوطة حتى لو توقفت الهند عن شراء النفط الروسي، لأن الصين من المرجح أن تكون قادرة على شرائه بسعر أرخص.
العين بالعين
ومن الصعب قياس مدى تأثير العقوبات الجديدة المحتملة على سوق النفط العالمية، بالنظر إلى ديناميكيات العرض والطلب الحالية.
من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 700 ألف برميل يوميا في عام 2025، وهو أدنى معدل له منذ عام 2009، في حين من المتوقع أن ترتفع الإمدادات بشكل حاد بمقدار 2.1 مليون برميل يوميا إلى 105.1 مليون برميل يوميا هذا العام، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
نتج نمو المعروض في الأشهر الأخيرة بشكل رئيسي عن زيادات إنتاج مجموعة أوبك+، بقيادة المملكة العربية السعودية. وبدأت المجموعة في أبريل/نيسان تخفيف تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، ورفعت حصة إنتاج الإمارات العربية المتحدة بمقدار 300 ألف برميل يوميًا.
لقد أدت زيادات إنتاج أوبك+، بطبيعة الحال، إلى انخفاض القدرة الإنتاجية الفائضة للمجموعة، لكن السعودية لا تزال تحتفظ، اعتبارًا من يونيو/حزيران، بنحو 2.3 مليون برميل يوميًا من الإنتاج الذي يمكنها إدخاله إلى الإنتاج في غضون 90 يومًا، في حين احتفظت الإمارات العربية المتحدة والكويت بنحو 900 ألف برميل يوميًا و600 ألف برميل يوميًا من القدرة الفائضة، على التوالي.
ويعني هذا أن المنتجين الثلاثة في الخليج قد يتمكنون من زيادة الإنتاج بسرعة نسبية في حالة حدوث انقطاع مفاجئ في الإمدادات.
ولكن من غير المرجح أن تكون هذه المعرفة كافية لتهدئة الأسواق إذا فرض ترامب عقوباته الثانوية، ويرجع ذلك جزئيا إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالتدابير الانتقامية المحتملة من جانب موسكو.
وقد شكلت عائدات ضرائب تصدير النفط والغاز ما بين 30% و50% من الميزانية الفيدرالية الروسية في السنوات الأخيرة، مما يجعل هذه الأموال المصدر الأكثر أهمية للنقد بالنسبة للكرملين.
ومن المرجح بالتالي أن يرد بوتن بقوة على أي تدابير غربية تحد من إيراداته.
وقد ظهرت إحدى هذه التلميحات الأسبوع الماضي، عندما منعت موسكو مؤقتا ناقلات النفط الأجنبية من تحميل النفط الخام في الموانئ الروسية الرئيسية على البحر الأسود، بعد فرض قواعد تنظيمية جديدة.
واستؤنفت عمليات التحميل من ميناء نوفوروسيسك، الذي يمثل أكثر من 2% من الإمدادات العالمية، في اليوم التالي، وهو ما يعني أن موسكو ربما ترسل تحذيرا بأنها قد تفرض بسهولة تدابير مماثلة.
ربما يكون التهديد الأخير الذي أطلقه ترامب فارغا، ولكن بغض النظر عن ذلك، فقد نجح في اختصار فتيل القنبلة الموقوتة التي قد تجد أسواق النفط صعوبة في تجاهلها.
هل تستمتع بقراءة هذا العمود؟ اطلع على رويترز للفائدة المفتوحة (ROI)، مصدرك الجديد والأساسي للتحليلات المالية العالمية. يقدم ROI تحليلاتٍ ثريةً بالأفكار ومبنيةً على البيانات. الأسواق تتحرك بوتيرة أسرع من أي وقت مضى. ROI يُساعدك على مواكبة التطورات. تابع ROI على LinkedIn و X.
(رون بوسو، تحرير نيا ويليامز)
(( ron.bousso@thomsonreuters.com +447887626565))


