يضيف تفاصيل حول تحركات سوق الأوراق المالية في الفقرة 4

بقلم تريفور هانيكوت، وجاسبر وارد، وماريكو كاتسومورا

واشنطن/طوكيو 22 يوليو تموز (رويترز) - أبرم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقا تجاريا مع اليابان يخفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات ويجنب طوكيو فرض رسوم جديدة عقابية على سلع أخرى مقابل حزمة استثمارات وقروض بقيمة 550 مليار دولار متجهة إلى الولايات المتحدة.

وهذه هي الصفقة الأهم ضمن مجموعة الصفقات التي أبرمها ترامب منذ كشفه عن فرض رسوم عالمية شاملة في أبريل/نيسان.

سيشهد قطاع السيارات الياباني الحيوي، الذي يُمثل أكثر من ربع صادراته إلى الولايات المتحدة، تخفيضًا في الرسوم الجمركية الحالية من 25% إلى 15%. كما سيتم تخفيض الرسوم الجمركية التي كان من المقرر فرضها على سلع يابانية أخرى اعتبارًا من 1 أغسطس/آب بنفس النسبة.

ودفع الإعلان مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية للصعود بأكثر من ثلاثة بالمئة إلى أعلى مستوياته في عام، بقيادة أسهم شركات صناعة السيارات مع ارتفاع سهم تويوتا بأكثر من 14 بالمئة وهوندا بنحو 12 بالمئة .

قال ترامب على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به: "وقعتُ للتو أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ مع اليابان". وأضاف: "هذه فترة مميزة للغاية للولايات المتحدة الأمريكية، وخاصةً أننا سنحافظ دائمًا على علاقة ممتازة مع اليابان".

وأشاد إيشيبا، الذي أفادت وسائل إعلام محلية أنه سيستقيل قريبًا بعد هزيمة انتخابية مؤلمة يوم الأحد، بالاتفاق باعتباره "أدنى رقم بين الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة".

وقال إيشيبا إن حزمة الاستثمارات الأميركية تتضمن قروضا وضمانات من مؤسسات تابعة للحكومة اليابانية تصل إلى 550 مليار دولار لتمكين الشركات اليابانية "من بناء سلاسل إمداد مرنة في قطاعات رئيسية مثل الأدوية وأشباه الموصلات".

صرح مسؤول في إدارة ترامب بأن اليابان ستزيد أيضًا مشترياتها من المنتجات الزراعية، مثل الأرز الأمريكي. وأوضح إيشيبا أن حصة واردات الأرز الأمريكي قد تزيد في إطار العمل الحالي، لكن الاتفاق " لم يُضحِّ " بالزراعة اليابانية.

امتدّ التفاؤل في الأسواق المالية إلى أسهم شركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية، إذ عززت الصفقة اليابانية التفاؤل بإمكانية إبرام كوريا الجنوبية صفقة مماثلة. وارتفع الين قليلاً مقابل الدولار، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأوروبية والأمريكية.

لكن شركات صناعة السيارات الأميركية أبدت عدم رضاها عن الاتفاق، مما أثار مخاوف بشأن نظام تجاري يخفض التعريفات الجمركية على واردات السيارات من اليابان بينما يترك التعريفات الجمركية على الواردات من مصانعها ومورديها في كندا والمكسيك عند 25%.

وقال مات بلانت، رئيس مجلس سياسة السيارات الأميركية الذي يمثل جنرال موتورز وفورد وكرايسلر ستيلانتيس، الشركة الأم لكرايسلر: " أي اتفاق يفرض تعريفة جمركية أقل على الواردات اليابانية التي لا تحتوي تقريبا على أي محتوى أميركي مقارنة بالتعريفة الجمركية المفروضة على المركبات المصنعة في أميركا الشمالية ذات المحتوى الأميركي العالي هي صفقة سيئة لصناعة السيارات الأميركية وعمال السيارات في الولايات المتحدة " .

'المهمة اكتملت'

تُشكّل السيارات جزءًا كبيرًا من التجارة بين الولايات المتحدة واليابان، ولكن معظمها في اتجاه واحد من اليابان إلى الولايات المتحدة، وهي حقيقة لطالما أزعجت ترامب. في عام 2024، استوردت الولايات المتحدة ما يزيد عن 55 مليار دولار من المركبات وقطع غيار السيارات، بينما بيعت إلى السوق اليابانية ما يزيد قليلاً عن ملياري دولار من الولايات المتحدة.

بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية بين البلدين نحو 230 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع تحقيق اليابان فائضًا تجاريًا يقارب 70 مليار دولار أمريكي. وتُعدّ اليابان خامس أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في مجال السلع، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.

وجاء إعلان ترامب عقب اجتماع مع كبير المفاوضين اليابانيين بشأن الرسوم الجمركية، ريوسي أكازاوا، في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.

وكتب أكازاوا على موقع X: "المهمة اكتملت"، وقال في وقت لاحق إن الاتفاق لم يتضمن الصادرات اليابانية من الصلب والألمنيوم التي تخضع لرسوم جمركية بنسبة 50%، ولا أي اتفاق بشأن ميزانيات الدفاع.

وقالت كريستينا كليفتون، الخبيرة الاقتصادية البارزة في بنك الكومنولث الأسترالي في سيدني، إن الاتفاق كان "نتيجة أفضل" لليابان مما كان من الممكن أن يكون عليه، في ضوء تهديدات ترامب الأحادية الجانب السابقة بفرض رسوم جمركية.

وقال كازوتاكا مايدا، الخبير الاقتصادي في معهد ميجي ياسودا للأبحاث، إنه "مع معدل التعريفة الجمركية البالغ 15%، أتوقع أن يتجنب الاقتصاد الياباني الركود".

اليابان هي أكبر مستثمر في الولايات المتحدة. إلى جانب صندوق التقاعد العملاق (GPIF) وشركات التأمين اليابانية، تستثمر اليابان حوالي تريليوني دولار في الأسواق الأمريكية.

وبالإضافة إلى ذلك، تظهر بيانات بنك اليابان أن الاستثمار الياباني المباشر في الولايات المتحدة بلغ 1.2 تريليون دولار في نهاية عام 2024، وبلغت تدفقات الاستثمار المباشر الياباني 137 مليار دولار في أمريكا الشمالية العام الماضي.

وفي وقت لاحق، أعرب ترامب في البيت الأبيض عن تفاؤله بأن اليابان ستشكل مشروعا مشتركا مع واشنطن لدعم خط أنابيب الغاز في ألاسكا الذي سعت إدارته منذ فترة طويلة إلى إنشائه.

قال ترامب للمشرعين في البيت الأبيض: "أبرمنا صفقة واحدة... والآن سنبرم صفقة أخرى لأنهم يُشكلون مشروعًا مشتركًا معنا في ألاسكا، كما تعلمون، للغاز الطبيعي المسال. إنهم مستعدون تمامًا لإبرام هذه الصفقة الآن".

يعمل مساعدو ترامب جاهدين لإبرام صفقات تجارية قبل حلول الموعد النهائي في الأول من أغسطس، والذي أرجأه ترامب مرارًا وتكرارًا تحت ضغط الأسواق وضغوط مكثفة من قطاع الصناعة. وبحلول ذلك التاريخ، ستواجه الدول رسومًا جمركية جديدة باهظة تتجاوز تلك التي فرضها ترامب بالفعل منذ توليه منصبه في يناير.

وأعلن ترامب عن اتفاقيات إطارية مع بريطانيا وفيتنام وإندونيسيا، وتوقف عن معركة الرسوم الجمركية المتبادلة مع الصين، رغم أن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى العمل عليها مع كل هذه الدول.

وفي البيت الأبيض، قال ترامب إن المفاوضين من الاتحاد الأوروبي سيصلون إلى واشنطن يوم الأربعاء.

(إعداد: تريفور هونيكوت، جاسبر وارد، وماريكو كاتسومورا. ساهم في إعداد التقرير: ماكيكو يامازاكي، ساتوشي سوجياما، أندريا شلال، ديفيد شيبردسون، فيديا رانجاناثان، وكيفن باك لاند؛ كتابة: جيمس أوليفانت وجون جيدي؛ تحرير: لينكولن فيست).

(( Jasper.Ward@thomsonreuters.com ;))