تشهد الأصول الأميركية التقليدية حالة من الاضطراب مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في زعزعة الأسواق العالمية، وهو ما يترافق الآن مع بيانات جديدة تشير إلى تراجع المشاعر تجاه الاقتصاد الأميركي وتزايد المخاوف بشأن التضخم.

أظهر أحدث استطلاع أجرته جامعة ميشيغان ، والذي نُشر يوم الجمعة، أن ثقة المستهلك انخفضت من 57.0 إلى 50.8، لتقترب من أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، وأقل بكثير مما سُجل خلال فترة إغلاق كوفيد عام 2020. وارتفعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 6.7%، مقارنة بـ 5% في الشهر السابق، مسجلةً أعلى مستوى لها منذ عام 1981.

على خلفية هذه البيانات، استأنف المستثمرون بيع سندات الحكومة الأمريكية طويلة الأجل والعملة الأمريكية، وهما أصلان يُعتبران تقليديًا ملاذين آمنين. وارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى ما يزيد عن 4.55% خلال ساعات الصباح الأمريكية، بزيادة تزيد عن 50 نقطة أساس في أسبوع واحد فقط. في غضون ذلك، انخفض مؤشر الدولار (DXY) إلى ما دون 100، مسجلاً أدنى مستوى له في ثلاث سنوات. في غضون ذلك، سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا عند 3240 دولارًا للأونصة.

بعد جلسات متقلبة للغاية في الآونة الأخيرة، تداولت الأسهم الأمريكية في نطاق ضيق للغاية دون تغيير يُذكر يوم الجمعة. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.6%.

في غضون ذلك، شهدت أسواق العملات المشفرة ارتفاعًا، حيث استقر سعر بيتكوين (BTC) فوق 82,000 دولار بقليل، مرتفعًا بنسبة 4% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وارتفع مؤشر CoinDesk 20 واسع النطاق بنسبة 3%، بقيادة عملتي Solana وAvalanche الرائدتين في مجال العملات البديلة، SOL وAVAX، اللتين حققتا مكاسب بنسبة 6%.

إشارة أم ضوضاء؟

في حين يخشى بعض المحللين الاقتصاديين الكليين من أن الارتفاع الأخير في عائدات السندات الحكومية يهدد التوقعات المستقبلية للاقتصاد الأميركي، يعتقد آخرون أن المستثمرين يقرأون كثيرا تقلبات السوق قصيرة الأجل.

قالت نويل أتشيسون، المحللة ومؤلفة نشرة "كريبتو إز ماكرو ناو"، في مذكرة يوم الجمعة: "الدولار الأمريكي والديون الحكومية الأمريكية، وهما من أكثر فئات الملاذات الآمنة سيولةً في السوق، يشهدان حالةً من التذبذب". وأضافت: "لكن هذا لا ينطبق على الملاذات الآمنة الأخرى، بل على تلك المرتبطة مباشرةً بالولايات المتحدة".

وقال المستثمر الملياردير بيل أكمان في منشور على موقع X: "أعتقد أن من المرجح أن تكون التحركات الحادة الأخيرة في فئات الأصول هذه ناجمة عن إجبار المشاركين في السوق ذوي الرافعة المالية العالية على الخروج من مراكزهم وليس بسبب الأساسيات".

وأضاف أكمان: "العوامل الفنية هي التي تُحرك التحركات الحادة في السوق. ونتيجةً لذلك، أصبحت الأسواق غير موثوقة بشكلٍ متزايد كمؤشرات قصيرة الأجل لتأثير التغييرات السياسية".