افتتحت الأسهم الأمريكية على ارتفاع يوم الثلاثاء، منتعشةً من تراجع حاد رغم غياب أخبار إيجابية جوهرية. وظلّ تركيز السوق منصبّاً على الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية المتبادلة الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، والتي أدّت إلى أكبر خسائر منذ الجائحة.

وبحلول الساعة 09:38 صباحًا بالتوقيت الشرقي (أو 04:38 مساءً في الرياض)، ارتفع إس آند بي 500(SPX.US) بشكل ملحوظ بمقدار 141 نقطة أو 2.79٪ إلى 5204، كما ارتفع ناسداك(IXIC.US) الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا بمقدار 507 نقاط أو 3.25٪ إلى 16111، كما ارتفع داو جونز الصناعي(DJI.US) بشكل حاد بمقدار 1100 نقطة أو 2.9٪ إلى 39066.

معنويات السوق والتقلبات

على الرغم من هذا الانتعاش، لا يزال محللو السوق حذرين. أشارت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي السوق في مؤشر سيتي، إلى أن "هذا يبدو انتعاشًا مؤقتًا أكثر منه انتعاشًا كاملًا، إذ لم تتغير العوامل الأساسية التي تسببت في انخفاض السوق بشكل جذري". وظل مؤشر تقلب بورصة شيكاغو (VIX)، الذي يقيس مخاوف السوق، مرتفعًا عند 44، بعد أن ارتفع إلى حوالي 60 يوم الاثنين. ويشير المحللون إلى أن هذه المستويات المتطرفة قد تشير إلى انتعاش فني وشيك.

أشار لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، إلى أن هذا قد يُمثل فرصة شراء على المدى الطويل، بينما حذّر استراتيجيو جولدمان ساكس من احتمال استمرار دورة هبوط السوق لفترة أطول. وقد زادت الأخبار التجارية المتغيرة بسرعة من حالة عدم اليقين في السوق، حيث سعى المستثمرون إلى ملاذات آمنة لتخفيف آثار التقلبات.

الآثار الاقتصادية والسياسية

مع إغلاق يوم الاثنين، شهدت الأسواق الأمريكية ثلاثة أيام من التقلبات الشديدة. وشهد يوم الاثنين تداول ما يقارب 29 مليار سهم، وهو أعلى حجم تداول منذ 18 عامًا على الأقل. وتذبذب مؤشر داو جونز الصناعي بشكل حاد، حيث انخفض بأكثر من 1700 نقطة ليصل إلى أدنى مستوياته قبل أن ينتعش، مسجلاً تقلبًا خلال اليوم بلغ 2595.24 نقطة. ودخل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لفترة وجيزة منطقة السوق الهابطة يوم الاثنين، مما يعكس انخفاضًا بنسبة تزيد عن 20% عن ذروته الأخيرة.

صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأنّ فرض الدول الأجنبية رسومًا جمركية انتقامية كان "خطأً فادحًا"، مضيفًا أنّ نحو 70 دولة تواصلت مع الولايات المتحدة للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية. وأشار إلى أنّ إدارة ترامب منفتحة على المفاوضات، شريطة تقديم مقترحات جوهرية.

التوقعات والتنبؤات

لاحظ المحللون أن انتعاش يوم الاثنين افتقر إلى دعم أساسي قوي، مع ظهور المزيد من الأخبار التجارية المقلقة طوال اليوم. هدد الرئيس ترامب بزيادات إضافية في الرسوم الجمركية إذا استمرت الإجراءات الانتقامية الأجنبية، مما زاد من المخاوف من ركود عالمي. وأشار ديفيد موريسون، كبير محللي السوق في تريد نيشن، إلى أن المستثمرين عادوا على ما يبدو إلى مراكز الشراء بعد التقلبات الحادة يوم الاثنين، مما قد يُشير إلى نهاية موجة البيع الفورية. ومع ذلك، حذر موريسون من أن حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات البيت الأبيض المتعلقة بالرسوم الجمركية تُشكل خطرًا كبيرًا.

أثرت التوقعات المتقلبة لخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي على معنويات السوق. يعكس سوق مقايضة أسعار الفائدة حاليًا توقعاتٍ لثلاثة تخفيضات على الأقل هذا العام، مع احتساب أول تخفيض بالكامل في يونيو. وسلّط أوستن غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، الضوء على مخاوف قادة الأعمال من أن تُعطّل الرسوم الجمركية سلاسل التوريد وتزيد الضغوط التضخمية.

الأسهم والقطاعات الرئيسية

في سوق السلع الأساسية، استقرت أسعار النفط بعد ثلاثة أيام من الانخفاض، بينما ارتفعت أسعار الذهب فوق 3000 دولار أمريكي، لكنها ظلت دون أعلى مستوى لها الأسبوع الماضي عند 3167.57 دولار أمريكي. وتداولت عملة البيتكوين عند أقل بقليل من 80 ألف دولار أمريكي، متعافيةً من أدنى مستوى لها في خمسة أشهر عند 74445.79 دولار أمريكي.

وشملت الأسهم الرئيسية محل التركيز إنفيديا(NVDA.US) ، حيث خفض المحلل فرانك لي من HSBC توصيته للسهم من "شراء" إلى "احتفاظ" وخفض السعر المستهدف من 175 إلى 175 إلى 120، مشيرًا إلى عدم اليقين في سلسلة التوريد وقوة التسعير.

واصل سهم شركة تسلا(TSLA.US) ، والذي كان من المتوقع أن يشهد انخفاضًا آخر بنسبة 43% بسبب سياسات التجارة، انخفاضه.

خفض مورجان ستانلي السعر المستهدف آبل(AAPL.US) من 252 إلى 252 إلى 220، في حين خفض جي بي مورجان السعر المستهدف لشركة ألفابت من 220 إلى 220 إلى 180.

وفي أخبار أخرى، أعلنت AIRBUS SE(EADSY.US) عن اتفاق مؤقت مع أمازون دوت كوم(AMZN.US) لتقديم خدمات الاتصالات من خلال كوكبة الأقمار الصناعية "كويبر" المخطط لها، وشهد قطاع الرعاية الصحية مكاسب حيث تخطط الولايات المتحدة لزيادة المدفوعات لشركات الرعاية الطبية.