ارتفعت أسعار الذهب إلى ما يزيد عن 3200 دولار للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى صباح الجمعة، مواصلة ارتفاعها التاريخي مع ارتفاع الطلب من المستثمرين مع تزايد المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي العالمي ، وسياسات التجارة الأمريكية، وانخفاض عوائد السندات.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.8%، ليتداول عند 3230 دولارا في الساعة السادسة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مما أدى إلى توسيع مكاسب المعدن الأصفر منذ بداية العام إلى ما يقرب من 22%.

وقال ألكسندر زومبفي ، وهو متداول معادن ثمينة لدى شركة هيراوس ميتالز ألمانيا، لرويترز : "تتزايد مخاطر الركود، وترتفع عائدات السندات، ويستمر الدولار الأميركي في الضعف - وهي كلها عوامل تعزز دور الذهب كأداة للتحوط من الأزمات ودرع ضد التضخم".

يقول محللون في بنك يو بي إس إن موجة الصعود قد لا تنتهي بعد، متوقعين أن يصل سعر الذهب إلى ما بين 3400 و3500 دولار للأونصة "في الأشهر المقبلة". وقد رفعت مؤسسات مالية أخرى، مثل بنك أوف أمريكا وغولدمان ساكس، مؤخرًا أهدافها لأسعار الذهب، مشيرةً إلى زيادة الطلب من البنوك المركزية، وانخفاض العائدات الحقيقية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العالمية تدفقات كبيرة في الربع الأول من عام 2025، حيث أضافت 21 مليار دولار، وهو ثاني أعلى تدفق ربع سنوي منذ الربع الثاني من عام 2020 خلال جائحة كوفيد-19.

وارتفعت الحيازات بمقدار 226 طنًا، مما رفع إجمالي احتياطيات الذهب في صناديق الاستثمار المتداولة إلى 3445 طنًا، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2023.

أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن أمريكا الشمالية هيمنت على تدفقات صافية بلغت 12.9 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 61% من الإجمالي العالمي، مدفوعةً بانخفاض العائدات، وضعف الدولار الأمريكي، وتفاقم المخاوف التجارية. وشهدت أوروبا تدفقات بقيمة 4.6 مليار دولار أمريكي، بقيادة المملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا.

وفي الوقت نفسه، أضافت آسيا 3.3 مليار دولار، وكانت اليابان والصين تمثلان الجزء الأكبر منها، حيث استجاب المستثمرون لزخم أسعار الذهب المتفجر ومخاوف التضخم المحلي.

قال كريستوفر بيرليت، رئيس صندوق المعادن، متحدثًا عن شركة نورثرن ماينر: "يُعد هذا الشراء الجديد في أمريكا الشمالية عكسًا لما حدث العام الماضي، عندما زادت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة في آسيا وانخفضت في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. نشهد هذا العام زيادات في جميع المجالات، (ولكن) لا يزال الذهب هو المسيطر".

حافظت أحجام التداول على قوتها. بلغ متوسط تداول الذهب 266 مليار دولار يوميًا في مارس، وهو أقل بقليل من المتوسط الفصلي البالغ 270 مليار دولار. تصدرت بورصة كومكس حجم التداول، مدعومةً بتزايد نشاط الخيارات وارتفاع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في أمريكا الشمالية. وظلت المراكز الصافية طويلة الأجل لمديري الأموال في عقود كومكس الآجلة مستقرةً على الرغم من بعض جني الأرباح في أوائل مارس.

وتستمر أكبر صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب على مستوى العالم - SPDR Gold Trust (NYSE: GLD ) و iShares Gold Trust (NYSE: IAU ) - في جذب أكبر قدر من الاهتمام حيث يسعى المستثمرون إلى التعرض للذهب بتكلفة معقولة دون امتلاك السبائك المعدنية المادية.

اقرأ التالي :

• ترامب يُفسد صفقة الصلب الأمريكية، وسهم X يتراجع رغم الرسم البياني الصاعد

الصورة عبر Shutterstock